سورة ق - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (ق)


        


{مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25)}
{مَّنَّاعٍ لّلْخَيْرِ} مبالغ في المنع للمال عن حقوقه المفروضة، قال قتادة. ومجاهد. وعكرمة: يعني الزكاة، وقيل: المراد بالخير الإسلام فإن الآية نزلت في الوليد بن المغيرة كان يقول لبني أخيه: من دخل منكم في الإسلام لم أنفعه بشيء ما عشت، والمبالغة باعتبار كثرة بني أخره أو باعتبار تكرر منعه لهم.
وضعف بأنه لو كان المراد ذلك كان مقتضى الظاهر مناع عن الخير، وفي البحر الأحسن عموم الخير في المال وغيره {مُعْتَدٍ} ظالم متخط للحق متجاوز له {مُرِيبٍ} شاك في الله تعالى ودينه، وقيل: في البعث.


{الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)}
{الذى جَعَلَ مَعَ الله إلها ءاخَرَ} مبتدأ متضمن لمعنى الشرط خبره {فألقياه فِى العذاب الشديد} بتأويل فيقال في حقه ألقياه أو لكونه في معنى جواب الشرط لا يحتاج للتأويل أو بدل من {كُلَّ كَفَّارٍ} [ق: 24] أو من {كَفَّارٌ} وقوله تعالى: {فألقياه} تكرير للتوكيد فهو نظير {فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ} بعد قوله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الذين يَفْرَحُونَ} [آل عمران: 188] والفاء هاهنا للإشعار بأن الالقاء للصفات المذكورة أو من باب وحقك ثم حقك ينزل التغاير بين المؤكد والمؤكد والمفسر والمفسر منزلة التغاير بين الذاتين بوجه خطابي، ولا يدعي التغاير الحقيقي لأن التأكيد يأباه، وقول أهل المعاني: أن بين المؤكد والمؤكد شدة اتصال تمنع من العطف ليس على إطلاقه بسديد، والنحويون على خلافه، فقد قال ابن مالك في التسهيل: فصل الجملتين في التأكيد بثم إن أمن اللبس أجود من وصلهما، وذكر بعض النحاة الفاء؛ والزمخشري في الجاثية الواو أيضًا، وجعلوا ذلك من التأكيد الإصطلاحي، ولو جعل {العذاب الشديد} نوعًا من عذاب جهنم ومن أهوله فكان من باب {ملائكته... وَجِبْرِيلُ} [البقرة: 98] دون تكرير لكان كما قال صاحب الكشف حسنًا.
وجوز أن يكون مفعولًا ضمر يفسره {فألقياه} وقال ابن عطية: أن يكون صفة {كَفَّارٌ} وجاز وصفه بالمعرفة لتخصصه بالأوصاف المذكورة. وتعقبه أبو حيان بأنه لا يجوز وصفه النكرة بالمعرفة ولو وصفة بأوصاف كثيرة.


{قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27)}
{قَالَ قرِينُهُ} أي الشيطان المقيض له، وإنما استؤنفت هذه الجملة استئناف الجمل الواقعة في حكاية المقاولة لما أنها جواب لمحذوف دل عليه قوله تعالى: {رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ} فإنه مبني على سابقة كلام اعتذر به الكافر كأنه قال: هو أطغاني فأجاب قرينه بتكذيبه وإسناد الطغيان إليه بخلاف الجملة الأولى فإنها واجبة العطف على ما قبلها دلالة على الجمع بين مفهوميهما في الحصول أعني مجيء كل نفس مع الملكين، وقول قرينه: {وَلَكِن كَانَ} هو بالذات {فِى ضلال بَعِيدٍ} من الحق فاعنته عليه بالإغواء والدعوة إليه من غير قسر ولا الجاء، فهو كما قدمنا نظير {وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُمْ مّن سلطان} [إبراهيم: 22] الخ.

5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12